أخبار

هل تصدير السيارات المستعملة هو الحل لاحتياجات النقل العالمية؟

Mar 21, 2025

الطلب المتزايد على حلول نقل ميسورة التكلفة

صادرات السيارات المستعملة تسد فجوات الحركة

يُحدث تصدير السيارات المستعملة فرقًا حقيقيًا للأشخاص الذين يحتاجون إلى وسائل نقل ميسرة لكنهم لا يستطيعون تحمل تكلفة السيارات الجديدة، خاصةً في العديد من الدول النامية. مع تصدير المزيد من السيارات المستعملة من الدول الغنية إلى مناطق في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، نرى هذه المناطق تسد بعض فجوات التنقّل لديها. والأرقام تُظهر ذلك أيضًا: نحو 2.4 مليون سيارة مستعملة غادرت الموانئ في عام 2015، لتزداد إلى ما يقارب 3.1 مليون بعد سبع سنوات فقط. بالنسبة لعديد من العائلات، تمثل طرازات مثل Toyota Camry القديمة الموثوقة أو Kia Sportage المتينة حرية لم تكن متاحة من قبل، عندما كانوا يمضون ساعات في الانتظار على حافلات مكتظة. يشير بعض الاقتصاديين إلى أن دخول هذه المركبات المستعملة إلى الأسواق المحلية يفعل أكثر من مجرد تسريع التنقّل داخل المدينة. بل يسهم فعليًا في تعزيز الاقتصادات المحلية، لأن الأشخاص يمكنهم الوصول إلى فرص العمل والخدمات الأساسية بسهولة أكبر من السابق. بالطبع هناك نقاشات حول التأثير البيئي، لكن بالنسبة لملايين الأشخاص الذين يعانون من تلبية احتياجاتهم الأساسية في التنقل، تظل هذه السيارات وسائل حيوية تنقذهم.

العوامل الاقتصادية الدافعة لأسواق السيارات المستعملة

تتسارع نمو أسواق السيارات المستعملة في الوقت الحالي بسبب الظروف الاقتصادية مثل التضخم والارتفاع الكبير في أسعار السيارات الجديدة. يتجه الناس في دول مثل نيجيريا والهند بشكل خاص إلى السيارات المستعملة لأنها من الناحية المالية أكثر منطقية. تشير البيانات السوقية إلى أن العلامات التجارية مثل هيونداي و تويوتا تحقق نجاحاً كبيراً في قطاع السيارات المستعملة. هذه الموديلات عادة ما تكون أكثر دواماً وتكون أقل تكلفة بشكل إجمالي، مما يفسر سبب اختيار الكثير من الناس لهذا الخيار. بالطبع تؤثر التقلبات الكبيرة في أسعار الفائدة على طريقة تمويل السيارات المستعملة. فعندما تنخفض أسعار الفائدة حتى ولو قليلاً، يصبح شراء سيارة مستعملة أمراً ميسوراً بالنسبة للأسر العادية. كل هذه التغيرات المالية تعني أن ملكية السيارات أصبحت متاحة أمام عدد أكبر من الناس من أي وقت مضى، وفي نفس الوقت تساهم في تعزيز ما أصبح قطاعاً مهماً في خيارات النقل بالنسبة لمختلف الفئات الاجتماعية في الاقتصاديات الناشئة.

التبعات البيئية لتجارة السيارات المستعملة العالمية

انبعاث الكربون من أسطول المركبات القديمة

تُعد أسطول السيارات القديمة مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات الكربون، مما يخلق مشكلات بيئية تتعارض مع ما تسعى السيارات الحديثة لتحقيقه من استدامة. تُظهر الأبحاث أن السيارات المصنوعة قبل السنوات الأخيرة تطلق تلوثًا أكبر بكثير لأنها تفتقر إلى التكنولوجيا المتقدمة الموجودة في السيارات الحديثة لخفض الانبعاثات. على سبيل المثال، وجدت الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) أن السيارات المستعملة التي تُرسل إلى الدول الأفريقية كثير منها يعود تاريخها إلى عقدين أو أكثر، وتفتقر إلى أنظمة التحكم الحديثة في الانبعاثات. هذه الانبعاثات الزائدة تُفاقم من تغير المناخ وتُبرز أهمية اعتماد مناهج أفضل في قطاع النقل. تواصل المنظمات الخضراء الضغط من أجل تحديث أسطول السيارات، إذ يبقى من الضروري التصدي للتلوث الناتج عن هذه السيارات القديمة إذا أردنا إحراز تقدم حقيقي في الاستدامة على مستوى العالم. ومع الانتقال نحو السيارات الكهربائية، يصبح من الضروري بشكل متزايد التفكير في كيفية التعامل مع السيارات العديدة التي لا تزال تسير في الطرق وتنفث ثاني أكسيد الكربون.

نتائج تقرير الأمم المتحدة حول تدهور جودة الهواء

وبحسب دراسات حديثة أجرتها الأمم المتحدة، فإن عوادم السيارات تؤثر بشكل كبير على جودة الهواء في المدن التي لا تزال السيارات القديمة تسيطر على طرقها. وتشير هذه التقارير إلى كيفية تسبب عوادم السيارات في مشاكل صحية كبيرة للأشخاص الذين يستنشقونها يوميًا، بدءًا من نوبات الربو وصولًا إلى أضرار مزمنة في الرئة، خاصة في الأحياء الفقيرة. انظر إلى ما يحدث الآن في العديد من مدن إفريقيا وآسيا. إن استيراد السيارات المستعملة يجلب نماذج عمرها عقود من الزمن، وتطلق ملوثات خطرة في الجو، مما يزيد من حدة الضباب الدخاني ويسبب صداعًا حقيقيًا للسلطات المحلية التي تحاول تنظيف الهواء. وتدعو الأمم المتحدة الدول إلى الانتقال إلى السيارات الكهربائية بدلًا من ذلك. وتقترح منح إعفاءات ضريبية للسيارات الصديقة للبيئة، في حين تستثمر في بناء محطات شحن في جميع أنحاء المدينة. وبينما يبدو هذا الحل رائعًا على الورق، فإن التخلص من كل تلك السيارات ذات الاستهلاك المرتفع للوقود لن يحدث بين عشية وضحاها. ومع ذلك، تسهم هذه البرامج في تقليل الانبعاثات الضارة وتجعل مجتمعاتنا أماكن أكثر صحة للعيش على المدى الطويل.

التحديات التنظيمية في صادرات المركبات عبر الحدود

اختلاف معايير الانبعاثات بين الدول

تؤدي الاختلافات في كيفية تنظيم الدول لانبعاثات المركبات إلى مشاكل كبيرة عند تصدير السيارات عبر الحدود. فعلى سبيل المثال، تفرض مناطق مثل الاتحاد الأوروبي قواعد صارمة تتطلب من التجار بيع مركبات أنظف وأكثر كفاءة على طرقهم. في الوقت نفسه، تسمح العديد من الدول النامية باستيراد سيارات قديمة أكثر تلويثًا، وهو أمر أشارت إليه مرارًا وتكرارًا برنامج الأمم المتحدة للبيئة. ما يحدث هو أن السيارات التي تُعتبر غير آمنة أو منتهية الصلاحية في الأماكن ذات اللوائح الصارمة تنتهي بها الحال إلى أن تُباع في أماكن أخرى تكون فيها المعايير أقل صرامة. خذ إفريقيا مثالًا، حيث تحصل معظم دول القارة على مركبات مستعملة من اليابان وألمانيا وفرنسا وحتى الولايات المتحدة، على الرغم من أن هذه السيارات غالبًا لا تلبي متطلبات الانبعاثات المطلوبة في بلدانها الأصلية. يؤثر هذا الفجوة في التنظيم أيضًا على اختيارات المستهلكين. يتجه الكثير من الناس إلى شراء سيارات مستعملة أرخص بدلًا من السيارات الكهربائية الأعلى سعرًا، وذلك لأن التكلفة تكون في بعض الأحيان أكثر أهمية من الاعتبارات البيئية. إذا أردنا إصلاح هذا الوضع الفوضوي، فسيكون من المفيد أن تتوافق جميع الدول على لوائح موحدة فيما يتعلق بالانبعاثات. كما يمكن أن تساعد القوانين الأشد صرامة على مستوى الاستيراد في منع دخول مركبات غير مطابقة للمواصفات إلى الأسواق الأجنبية. لقد شهدنا بالفعل مشاكل عندما حاولت شركات تصدير سيارات إلى أوروبا فقط لتواجه عراقيل بسبب ارتفاع الانبعاثات لديها إلى مستويات غير مقبولة.

دراسات الحالة: حدود العمر في غانا مقابل حوافز السيارات الكهربائية في المغرب

إن النظر فيما يحدث في غانا والمغرب يوضح لنا طرقاً مختلفة تتعامل بها الدول مع استيراد السيارات عند مواجهة مشكلات التجارة الحدودية. ففي غانا، هناك قواعد صارمة بشأن عمر السيارات المسموح باستيراددها، حيث يُمنع دخول السيارات التي يزيد عمرها عن ثماني سنوات. الفكرة وراء هذا الحكم بسيطة وهي تحقيق طرق أكثر أماناً وهواء أنظف، حيث أن السيارات القديمة عادة لا تتوافق مع معايير الانبعاثات الحالية. ما لاحظناه بالفعل هو انخفاض عدد السيارات المهترئة على الطرق بالتأكيد، لكن الأسعار ارتفعت بشكل كبير، مما يعني أن الفقراء يجدون صعوبة في العثور على وسائل نقل ميسرة من حيث التكلفة. في المقابل، وفي الجانب الآخر من جبال الأطلس في المغرب، تعمل الأمور بشكل مختلف. الحكومة ترغب في تشجيع الناس على قيادة السيارات الكهربائية، لذا فهي تقدم مكافآت مالية لتقليل تكاليف الشراء. الهدف هنا هو زيادة انتشار السيارات الكهربائية (EVs) تدريجياً وتقليل الاعتماد على السيارات التي تستهلك الكثير من الوقود. ومع ذلك، فإن كلا البلدين لا يزالان يواجهان تحديات في بناء أسواق سيارات حقيقية صديقة للبيئة. يشير بعض المحللين إلى أن حظر السيارات القديمة فقط قد يخفف الاختناقات المرورية لكنه لن يحل كل المشكلات ما لم يصاحبه دفع حقيقي نحو البدائل الكهربائية. الأرقام الأخيرة تظهر نمواً بطيئاً في سوق السيارات الكهربائية في المغرب شهراً بعد شهر، مما يشير إلى أن المستهلكين بدأوا يتأقلمون مع هذه الحوافز رغم أن التغيير يستغرق وقتاً.

حلول مبتكرة في تصدير المركبات المستدامة

الدفع المسبق لسيارة هافال دارغو SUVCompact: ابتكار خلية وقود السيارة الكهربائية

إن سيارة Haval Dargo تحقق حقًا تقدمًا جديدًا من حيث خيارات النقل النظيف. ما يجعل هذه السيارة خاصة هو تقنيتها التي تعتمد على خلايا الوقود، وهي تقنية تمثل تقدمًا حقيقيًا في مجال السيارات الصديقة للبيئة المعروضة للبيع المستعملة عبر الحدود. تقلل هذه الخلايا من التلوث الكربوني في حين تجعل Dargo واحدة من الخيارات الأكثر نظافةً في الأسواق اليوم. كانت ردود فعل السوق إيجابية حتى الآن، ويعتقد العديد من المحللين أن هناك مساحة كبيرة للتوسع عالميًا. من بين الأسواق الأكثر إثارة للاهتمام هي تلك الموجودة في البلدان النامية حيث يزداد الطلب على السيارات التي لا تؤذي البيئة بنفس القدر.

بنز GLE 350: كفاءة محرك توربيني للأسواق الناشئة

يحب الناس سيارة بنز GLE 350 بسبب كفاءة محرك التوربو الخاص بها، وهو أمر منطقي بالنسبة للأشخاص الذين يراقبون ميزانياتهم في الأسواق الناشئة حول العالم. إن نظام التوربو يوفر كفاءة استهلاكية أفضل من المحركات العادية، وبالتالي تقل تكاليف الوقود لهذه السيارة مع الحفاظ على قوة محرك مرضية. يشير خبراء السيارات إلى أن التطورات في تقنية التوربو سمحت للشركات المصنعة بتعزيز الأداء دون ارتفاع تكاليف القطع أو الصيانة. ولهذا السبب، تواصل طرازات مثل GLE 350 تحقيق مبيعات جيدة بين السائقين الذين يبحثون عن سيارة لا تستنزف ميزانيتهم لكنها توصلهم إلى وجهاتهم بكفاءة.

بي دي واي يوان بلس الكهربائية: نطاق 510 كم وثلاثة أوضاع قيادة

مع نطاق يبلغ 510 كيلومترات ووضعيات قيادة متعددة، يلفت BYD Yuan Plus EV الانتباه بشكل كبير بين السائقين الذين يبحثون عن مركبة تؤدي بشكل جيد سواءً على الطرق المدينة أو الريفية. يجد الأشخاص الذين يحتاجون إلى قطع مسافات أطول دون القلق بشأن محطات الشحن في هذا الطراز خيارًا جذابًا مقارنةً بالسيارات التقليدية التي تعمل بالبنزين. يتميز Yuan Plus في سوق المركبات الكهربائية المتزايد النمو، ليس فقط لأنه يتفوق في المدى مقارنةً بالعديد من منافسيه، بل لأنه يسهم أيضًا في تعزيز زخم دخول السيارات الكهربائية المستعملة إلى السوق مع انتشار ملكيتها بشكل أوسع.

اتجاهات المستقبل في توزيع السيارات العالمي

التحول نحو المركبات الكهربائية المستعملة المعتمدة

نلاحظ حركة حقيقية تحدث مع السيارات الكهربائية المستعملة المعتمدة في جميع أنحاء العالم. يتجه المزيد من الناس إلى شراء هذه السيارات لأنها أقل تكلفة من السيارات الجديدة، وأيضًا لا تضر بالبيئة بنفس القدر. تؤكد الأرقام الخاصة بالمبيعات هذا الاتجاه أيضًا، حيث سجل السوق نموًا يقدر بحوالي 7% سنويًا في الآونة الأخيرة، مما يدل على أن الناس يغيرون طريقة تفكيرهم بشأن الأولويات عند شراء سيارة. يجب على مصنعي السيارات الذين يبيعون السيارات الجديدة أن ينتبهوا إلى هذا التحول، لأن الطلب يتجه بوضوح بعيدًا عن السيارات الجديدة. ما الذي يجعل السيارات المستعملة المعتمدة جذابة بهذا القدر؟ أولًا، إنها توفر المال دون التفريط الكبير في المواصفات والخصائص. ثانيًا، تساعد في تقليل البصمة الكربونية مقارنةً بتصنيع سيارات جديدة تمامًا. وبالإضافة إلى ذلك، تأتي معظم هذه السيارات مع ضمان معين أو تقرير فحص، مما يمنح المشترين راحة البال فيما يتعلق بالموثوقية. بالنسبة لأي شخص يهتم بكل من حجم المحفظة والتأثير البيئي، تمثل هذه السيارات الكهربائية المستعملة حلًا وسطًا جيدًا جدًا.

دور المراكز التصديرية مثل الإمارات العربية المتحدة في التنقل الأخضر

تُصبح دول مثل دولة الإمارات العربية المتحدة لاعبًا رئيسيًا في سوق التنقل الأخضر العالمي. ويبرز دبي بوجه خاص كأكبر مُصدّر للمركبات المستدامة بفضل برامج حكومية متنوعة تُشجّع اعتماد المركبات الكهربائية وتبني أساليب تجارية أنظف عبر الحدود. وما يحدث هناك غالبًا ما يُحدّد الاتجاهات في أماكن أخرى من العالم، مما يدفع باقي الدول إلى التفكير في منهجياتها الخاصة المتعلقة بخيارات النقل النظيف. ولا تقتصر الاستدامة على مجرد حديث في الإمارات، فقد بنت بالفعل شبكة مكثفة من نقاط الشحن في جميع أنحاء البلاد، كما تقدم عروضًا جذابة للشركات التي تسعى إلى تصدير السيارات الكهربائية. ويساعد هذا النهج العملي في انتشار هذه التكنولوجيا عالميًا، ويوفر للحكومات الأخرى أمثلةً واقعية يمكن الاعتماد عليها عند التخطيط لمساراتها الخاصة في تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن قطاع النقل.